معارك باخموت... أوكرانيا أمام هاجس نفاد الأسلحة
17-03-2023 01:42 PM GMT+02:00
بدأت مخزونات الجيش الأوكراني من القذائف المدفعية في التراجع مع احتدام القتال ضد القوات الروسية في باخموت، ويخشى مسؤولون أميركيون وأوروبيون أن استمرار دفاع كييف على المدينة الشرقية بالوتيرة الحالية، يهدد حملتها المرتقبة في الربيع لاستعادة المدن التي احتلتها موسكو.
وكشف مسؤولان أميركيان لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن القصف المتواصل بالمدينة "كان مكثفا ومتواصلا لأيام"، مما دفع البنتاغون إلى إثارة مخاوف حول مخزونات الأسلحة مع كييف"، وتحذيرها من إهدار الذخيرة "في وقت حاسم".
وبالتزامن مع سعي أوكرانيا الحثيث للدفاع عن المدينة، تكشف الصحيفة أن الولايات المتحدة وبريطانيا تستعدان لشحن الآلاف من القذائف المدفعية والصاروخية لإمداد كييف استعدادا لهجومها المقبل.
ووصف مسؤول دفاعي أميركي بارز، أن عمليات الشحن الجديدة من واشنطن ولندن تظل "محاولة أخيرة"، حيث تواجه مخزونات حلفاء أوكرانيا "انخفاضا كبيرا" لن تسطيع مواكبة وتيرة أوكرانيا.
ويعمل المصنعون الغربيون على زيادة الإنتاج، لكن الأمر سيستغرق عدة أشهر حتى تبدأ الإمدادات الجديدة في تلبية طلبات كييف التي وجدت نفسها في موقف محفوف بالمخاطر؛ حيث من المرجح أن تتزامن "فرصتها الوحيدة" لشن هجوم على القوات الروسية في الأراضي التي تحتلها هذا الربيع، مع النقص المستمر في ذخيرة قواتها.
وإضافة إلى حالة عدم اليقين حول عمليات إمداد القوات الأوكرانية، كشف العديد من المسؤولين عن أن الخسائر في الأرواح كانت كبيرة لدرجة أنه سيتعين على كييف أن تقرر ما إذا كانت سترسل وحدات عسكرية جديدة للدفاع عن باخموت أو ستحافظ عليها للاعتماد عليها في هجوم الربيع.
وفيما أعلنت بولندا، الجمعة، عن إرسال أربع طائرات حربية من طراز ميغ 29 إلى أوكرانيا، تبرز الصحيفة أن المدفعية أصبحت "السلاح المؤثر" في المعارك ضد روسيا، مشيرة إلى أنه في ظل توفّر كلا الجانبين على أنظمة قوية مضادة للطائرات، ستحسم المعارك بشكل كبير على الأرض.
ولفتت الصحيفة إلى أن مخزونات الذخيرة وأعداد القوات العسكرية سترجح كفة طرف على آخر في الحرب المتواصلة منذ أزيد من عام.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 ألف روسي جرحوا أو قتلوا منذ بداية الحرب، فيما يصل الرقم في الجانب الأوكراني إلى أكثر من مئة ألف، غير أن الصحيفة تبرز أن روسيا تحظى بامتياز جنيد المزيد من القوات على عكس أوكرانيا.
واعترف عدد من العسكريين الأوكرانيين في باخموت، بالنقص الحاصل في إمدادات القذائف.
ويقدر البنتاغون أن أوكرانيا تطلق يوميا آلاف القذائف المدفعية عبر خط الجبهة الممتد على طول ألف كيلومتر، وخاصة بالمدينة الشرقية المحاصرة بشكل شبه كلي من القوات الروسية.
وتسيطر قوات موسكو على ما يقرب من نصف مدينة باخموت، كما تتحكم في خطوط الإمداد التي تحتاجها كييف للدفاع عن باقي الأجزاء التي يتموقع فيها جيشها.
وتأمل الولايات المتحدة في إنتاج 90 ألف قذيفة مدفعية شهريا، لكن من المحتمل أن يستغرق بلوغ هذا الرقم عامين.
ومن جهته، يقوم الاتحاد الأوروبي بتجميع الموارد لتصنيع وشراء حوالي مليون قذيفة، وهو ما سيتطلب أيضا حيزا زمنيا، فيما يقود فريق عمل بريطاني سري جهودًا لشراء قذائف من الطراز السوفييتي التي تعتمدها أوكرانيا، وفقا للصحيفة.
وعلى الرغم من حصول أوكرانيا على ما يقرب من 350 مدفع هاوتزر من حلفائها الغربيين، إلا أن خسائرها في ساحة المعركة بالإضافة إلى الأعطال الميكانيكية الطارئة يوحي بتقلص مخزوناتها، خاصة وأن الكثير من القطع المدفعية تعود إلى الحقبة السوفيتية.
عن استمرار تمسك كييف بباخموت، يقول الخبير الدفاعي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، والذي كان حتى الخريف الماضي مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستثمار الدفاعي، كاميل غراند، يقول إنه من المهم سياسيا وعسكريا لأوكرانيا إظهار أنها ستدافع عن أراضيها، لكنه قال، "إنهم بحاجة لإثبات أن الأمر كان يستحق العناء".
وتابع الخبير الأوروبي في حديثه لـ"نيويورك تايمز"، إن هذا لا يعني أنه لا توجد أسباب تكتيكية لمواصلة القتال في باخموت، حيث يمكن استنزاف موارد روسيا ومنع قواتها من التوجه غربا وتحقيق اختراقات أخرى".
لكنه يشير على صعيد آخر إلى أن المعركة بباخموت، تتطلب إنفاق الكثير من الدماء والذخيرة، الوضع الذي يصب، على المدى الطويل، لصالح روسيا.
وأبرز الخبير العسكري، أن السؤال الكبير يبقى هو إن كانت القوات الأوكرانية تعمد على استغلال احتياطاتها للقتال في باخموت؟ مضيفا أن هذا يضعهم في موقف أكثر صعوبة لبدء هجوم ضد الخطوط الروسية المحصنة في أماكن أخرى.